
تأثير الكعب العالي على الحياة الجنسية للمرأة

تأثير الكعب العالي على الحياة الجنسية للمرأة: بين التحذيرات الطبية والدراسات العلمية
يشكل ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي موضوعاً بالغ الأهمية في حياة المرأة المعاصرة، حيث يتجاوز الجانب الجمالي ومتطلبات الأناقة ليصل إلى التأثير المباشر على الصحة الجنسية والوظائف الجسدية. وتتباين الآراء العلمية حول هذا الموضوع بين مؤيد ومعارض، مما يستدعي وقفة متأنية لفهم الآليات الفسيولوجية التي تؤثر فيها هذه الأحذية على جسد المرأة وحياتها الحميمة.
التحذيرات الطبية: وجهة النظر التحفظية
يحذر الدكتور أحمد السعدني، استشاري الأمراض التناسلية، من المخاطر الجسيمة لارتداء الأحذية ذات الكعب العالي لفترات مطولة. ويؤكد أن هذه الأحذية تؤدي إلى تغيير مركز ثقل الجسم الطبيعي، مما يسبب انحناءً في العمود الفقري للمرأة، وهذا الانحناء بدوره يؤثر سلباً على موضع الرحم وعضلات الحوض.
ويشرح الدكتور السعدني الآلية التي تؤدي إلى ضعف الاستمتاع الجنسي، حيث أن التغير في وضعية الجسم يؤدي إلى إضعاف العضلات البطنية المرتبطة بمنطقة الحوض، مما يجعل عملية الإشباع الجنسي أمراً صعباً وغير مُرضٍ. ويؤكد أن هذا الضعف العضلي لا يؤثر فقط على المتعة الجنسية، بل قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى تتعلق بوظائف الأعضاء في منطقة الحوض.
الدراسة العلمية المؤيدة: وجهة نظر مغايرة
في المقابل، تقدم الدكتورة ماريا سيروتو، اختصاصية المسالك البولية الإيطالية، رؤية مختلفة تماماً من خلال دراسة علمية شملت ست وستين امرأة دون الخمسين من العمر. وتؤكد الدراسة أن ارتداء الكعب العالي ينشط عضلات بطن المرأة المرتبطة بالحوض، مما يؤدي إلى تحسين مستوى حياتها الجنسية.
وتوضح الدكتورة سيروتو أن عضلات بطون النساء المرتبطة بالحوض تلعب دوراً رئيسياً في جسم المرأة، حيث تساعدها على الأداء الجنسي بأفضل صورة، وتوفر الدعم الأساسي للأعضاء الموجودة في الحوض، مثل المثانة والأمعاء والرحم. وتشير إلى أن النساء اللاتي ينتعلن أحذية بارتفاع ستة سنتيمترات، يكون وضع أجسامهن أفضل، مما يساعد على التقليل من النشاط الكهربائي في عضلات أحواضهن.
الآليات الفسيولوجية: كيف يؤثر الكعب العالي على الجسد
تغير مركز الثقل:
عند ارتداء الكعب العالي، يتحول مركز ثقل الجسم إلى الأمام، مما يدفع المرأة إلى تعديل وضعيتها عن طريق إمالة الحوض والعمود الفقري. هذا التعديل يسبب ضغطاً غير طبيعي على فقرات الظهر وعضلات الحوض.
تأثير على العضلات البطنية:
تتعرض العضلات البطنية لحالة من الشد المستمر أو الاسترخاء غير الطبيعي، بناءً على ارتفاع الكعب وطريقة توزيع الوزن. هذا التغير في حالة العضلات يؤثر على دعمها للأعضاء الداخلية.
تدفق الدم:
قد يؤثر الوضع غير الطبيعي للجسم على تدفق الدم إلى منطقة الحوض، مما يؤثر على الاستجابة الجنسية والقدرة على الوصول إلى الذروة الجنسية.
الدراسة الميدانية: منهجية ونتائج
اعتمدت الدراسة الإيطالية على مراقبة ست وستين امرأة من مختلف الأعمار، مع التركيز على قياس النشاط الكهربائي في عضلات الحوض عند ارتداء أحذية بكعوب مختلفة الارتفاعات. وقد خلصت إلى أن الكعوب التي يبلغ ارتفاعها ستة سنتيمترات تعطي أفضل النتائج من حيث تحسين وضعية الجسم وتقليل الجهد العضلي في منطقة الحوض.
الرأي الطبي المتخصص: تحليل التضارب
يمكن تفسير التضارب في النتائج بين الرأي الطبي التحفظي والدراسة المؤيدة بعدة عوامل:
اختلاف منهجية البحث:
قد يكون الاختلاف في طرق القياس والمعايير المستخدمة في التقييم سبباً في الوصول إلى نتائج متعارضة.
تغير زمن الارتداء:
تأثير الكعب العالي قد يختلف بناءً على المدة التي ترتديها المرأة هذه الأحذية، والفترات التي ترتاح فيها منها.
التباين الفردي:
تختلف استجابة الأجسام للكعب العالي من امرأة إلى أخرى، بناءً على بنيتها الجسدية وقوة عضلاتها وتاريخها الصحي.
توصيات عملية للمرأة العصرية
التوازن في الارتداء:
يمكن الجمع بين ارتداء الكعب العالي في المناسبات والأحذية المريحة في الحياة اليومية.
تمارين تقوية العضلات:
ممارسة تمارين قاع الحوض بانتظام تساعد في تعويض أي تأثير سلبي للكعب العالي.
الوعي بالوضعية:
الانتباه إلى وضعية الجسم أثناء المشي والوقوف عند ارتداء الكعب العالي.
الفحص الدوري:
مراجعة الطبيب المختص بشكل دوري للاطمئنان على صحة العضلات والأعضاء في منطقة الحوض.
الخاتمة: نحو فهم متوازن
يبقى موضوع تأثير الكعب العالي على المتعة الجنسية للمرأة موضوعاً يحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث العلمية الموسعة. وفي انتظار ذلك، يمكن للمرأة أن تتخذ قراراتها بناءً على فهمها لطبيعة جسدها واستشارة المختصين، مع الحفاظ على التوازن بين الأناقة والصحة، والاستماع إلى إشارات جسدها وتلبية احتياجاته دون إهمال.





























تعليقات :0